دراما على معبر القنيطرة - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

دراما على معبر القنيطرة
القنيطرة\الجولان - «جولاني» - 29\04\2010
بعد تبليغهم بوصول ذويهم اليوم.. وبعد انتظارهم طيلة النهار تحت أشعة الشمس.. السلطات الإسرائيلية تعلمهم أن المعبر مغلق ولا أحد سيعبر اليوم.

منذ الساعة الحادية عشرة صباحاً، انتظرت ست من العائلات الجولانية على معبر القنيطرة، في انتظار وصول ذويهم من الشام بعد أن عطلت السلطات الإسرائيلية وصولهم منذ أكثر من شهر، إلا أن العائلات فوجئت عند الساعة الخامسة مساء بإبلاغها من قبل هذه السلطات أن المعبر أغلق ولن يدخل إلى الجولان أحد اليوم، دون أن تعطي أي تفسيرات أو تبريرات لهذا القرار التعسفي.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد سمحت، بعد طول انتظار، لعدد من المواطنين من الجولان، الذين يعانون مآس إنسانية، بالعبور إلى دمشق لزيارة عائلاتهم هناك، وقد حددت لهم مدة أسبوع للعودة، إلا أن بعض هؤلاء لم يتمكن من العودة، كل لظروفه الخاصة. ومنذ ذلك الحين لم تسمح لهم السلطات الإسرائيلية بالعودة إلى الجولان. ويعتقد البعض أن ما تقوم به السلطات الإسرائيلية إنما هو عملية عقاب لهم لعدم التزامهم وعودتهم بالوقت الذي حدد لهم.

السيد أجود عماشة، الذي كان في انتظار والدته زهرة الشحرور، ثار غضباً عندما أبلغ بعد انتظاره النهار بطوله، أن والدته لن تعود. وقال أجود:
"والدتي في الـ 54 من عمرها، وهي تعاني مرضاً في القلب، وتتناول أدوية بصورة يومية، وهي ضرورية لاستمرار عمل قلبها بصورة طبيعية. الدواء الذي تتناوله نفذ منذ مدة، كذلك نفذت النقود التي كانت بحوزتها، ونحن لا نعرف ماذا نفعل. أمس أبلغت أمي بواسطة الصليب الأحمر في الشام بأن السلطات الإسرائيلية سمحت لها بالعودة وعليها القدوم إلى معبر القنيطرة اليوم صباحاً. نحن كذلك تم إبلاغنا عند الساعة التاسعة صباح اليوم أن نذهب لاستقبالها على المعبر عند الساعة الحادية عشرة. ولكن للأسف الشديد، وبعد انتظارنا النهار بطوله تم إخبارنا الآن أن المعبر أغلق ولن تأتي. هذا تصرف غير إنساني وغير أخلاقي من حهتهم".

أما الدكتور فادي شمس، فكان في انتظار والده السيد عارف شمس، وسرد ما حدث مع عائلته فكان مطابقاً لما قاله السيد أجود من حيث قضية التبليغ. وأضاف قائلاً:
"أبي مسؤول عن مشروع الري في منطقة السهل، وعودته ضرورية لعمل هذا المشروع. فبغيابه هناك بلبلة ومشاكل كبيرة في ري أراضي المزارعين، وقد قلنا ذلك لهم، لكن ذلك لم يساعد ولم يغير شيئا. وصلنا هنا منذ الصباح وانتظرنا لنفاجأ بتصرف غير أخلاقي وغير إنساني ويقال لنا أنهم لن يأتوا. ليس لدي كلام آخر أصف به هذا التصرف".

وكانت العائلات قد غادرت معبر القنيطرة عند الساعة الخامسة والنصف عصراً، بعد أن فقدت الأمل من إمكانية عودة ذويهم هذا اليوم.